الفسطاط» .. مدينة تاريخية تدافع عن الخزفيات والحرف التقليدية!
مركز الحرف التقليدية بالفسطاط
تحتل منطقة «مصر القديمة» أو مدينة «الفسطاط»؛ التي بناها الفاتح عمرو بن العاص وجعلها عاصمة لمصر؛ منزلة خاصة بين أحياء مدينة القاهرة الكبرى، فهي تحمل عبق الأصالة ورائحة التاريخ، وتمتلئ بالروائع المعمارية الإسلامية وعلى رأسها جامع عمرو بن العاص العريق. واتساقاً مع الطبيعة الخاصة لتلك المنطقة الساحرة، فقد اختيرت دون سواها لتحتضن مركز الخزف وأيضاً مركز الحرف التقليدية الذي يتضمن فنون الخرط العربي (الأرابيسك) والمشربية والنجارة الدقيقة والزجاج المعشق بالجص والنقش على النحاس والخزف والرخام والموزاييك والتكفيت بالفضة والتطعيم بالصدف والخيامية والزخرفة العربية والحفر على الجلد والأزياء المستلهمة من التراث والبيئة والزجاج العربي والحديد المشغول والمصنوعات الجلدية اليدوية وصياغة الحلي والمينا والنسجيات والباتيك والبورسيلين والفخار وتشكيل جريد النخل والسعف، وغيرها.
وقد تفضلت السيدة سوزان مبارك حرم رئيس الجمهورية بافتتاح مركز الحرف التقليدية بالفسطاط منذ فترة وجيزة، بعد أن وضعت حجر الأساس له في عام 2001 ويهدف المركز، الذي يشرف عليه قطاع الفنون التشكيلية التابع لوزارة الثقافة المصرية، إلى الحفاظ على الفنون والحرف التراثية التقليدية من خلال إنشاء عدد من المباني تستوعب المدربين والصناع المهرة والصبية الذين يتعلمون مبادئ وأسرار هذه الصناعات العريقة على أيدي مدربين أفذاذ. ويتمتع «مركز الخزف» بالفسطاط بمكانة فنية خاصة، إذ ينقل صورة متجددة للمبدع المصري الذي تميز في هذا المجال منذ آلاف السنين. وهذا المركز؛ على حد ما يرى وزير الثقافة المصري الفنان فاروق حسني؛ يعكس تواصلاً حضارياً بحروف من ذهب، فقد سطر الفنان المصري منذ فجر التاريخ سجلاً محفوراً في ذاكرة الزمن يشهد على قدرة هذا الفنان على تحويل عناصر بيئته إلى موجودات فنية وحضارية تناسب عصره، وتستشرف المستقبل في ظل معطيات الثقافة المعقدة لهذا العصر. ويهدف مركز الخزف؛ كواحد من المشروعات الكبرى؛ إلى إحياء أمجاد ماضٍ عريق، بإتاحة الفرصة الكاملة لفناني الخزف لممارسة إبداعاتهم، والتأكيد على التميز في هذا المضمار الذي لم يتخل عنه أبناء مصر المخلصون طوال تاريخهم.
ويصف الفنان محسن شعلان مركز الخزف بالفسطاط بأنه لمسة حضارية على وجه مصر القديمة، وموقع مهم في منطقة من أهم مناطق مصر (الفسطاط) بما لها من تاريخ حافل بالأمجاد، حيث كانت عاصمة لمصر القديمة، وخطوة على سبيل خطوات كثيرة مستقبلية لإعادة النظر بعين الاعتبار لماضينا الجميل ضمن مساعٍ جادة وصادقة لنشر مواقع الثقافة والإبداع واستعادة مكانة مصر الثقافية أمام العالم المتحضر على أيدي أبنائها المخلصين. أما الفنان الدكتور أحمد نوار؛ رئيس قطاع الفنون التشكيلية؛ فإنه يرى أن مركز الخزف بمدينة الفسطاط العريقة (التي تعد من أكبر مدارس الخزف في العالم) هو واحد من المشروعات التي تتواصل فيها حلقات التاريخ المصري، ماضيه بأصالته، وحاضره بإنجازاته ومستقبله الذي يتيح لأبنائه فرص الإبداع.